رحلتى مع المساجد (المحطه الثانيه )
لم يكن الشيوخ فى المحطه الاولى ولا خطبهم من النوع الشيق الذى يثير حفيظة الكبار فضلا عن الصغار ان ينتبهو لها وان ينصتو ويسمعو فحوها ورغم انه الشاب الصغير ترك المسجد الاول مرغما ومجبور هربا من سخافة الاطفال وايضا من ملاحقة العم فوزى
............ ولما بدا التفكير فى المحطه الجديده واين تكون وجهته تذكر ذاك الجامع الذى يبعد عن منزله بما يعادل محطة اتوبيس كان يذهب هو وامه لاحد اقاربهم بالقرب من هذا المسجد .............. سيده مقعده وضخمة البنيه لم تكن تستطيع الحركه ولكنها كانت تستخدم اليدين مع القدمين فى محاولات النهوض البائسه وزوجه رجل طاعن فى السن ايضا ورغم هذا الا ان بيتهم دائما مرتب ونظيف وكان ملائكه تهبط من السماء ترتب لها البيت ثم تصعد فى الصباح ........... تلك الرحله التى كان يقوم بها مع امه بين الوقت والاخر لم يكن يروح فيها عنه الا خفت دم تلك المراه السمينه فهى كانت تستطيع ان تقتنص الضحكات بسهوله شديده .......
كانت المرأه وزوجها العجوز لا يصليان تقريبا الا فى المناسبات ولذلك كانت تشغل هذا الفراغ الدينى بالتوسل للمشايخ وإقامة حلقات الذكر كل عام .... كل عام فى وقت محدد كانت تدعو رجل ضخم الجثه من منطقه تدعى قمبش ليأتى ويبارك البيت
يأتى الرجل ضخم الجثه فى ساعه متاخره من الليل يدخل الى الغرفه لوحده ثم يأتى له بصينية مملؤه بكل الوان الطعام مالم تراه العين او يخطر على قلب بشر وبعدها يدخل اليه ابريق به ماء وطبق تحملهما إحدى الحسنوات حتى يغسل الشيخ المزعوم يديه من (الزفر)
وبعده يصطف الجمع ويدخلو ليقبلو يداه وينالو البركه وقد دفع احدهم الشاب ذات مره ليدخل على الشيخ وينال البركه وحجاب
قطعة ورق مقطوعه من كراسه ب 75 قرش كتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم بخط اسو من نكش الفراخ وطويت على شكل مثلث
******************************************************
لكن السؤال لماذا هذا الجامع تحديدا دون غيره لا اعرف الاجابه
فى الجمعه التاليه ذهب الشاب الى هذا المسجد دخل اليه فى هدوء المكان متسع ومكون من طابقين الملمح العام ان الطبقه الاجتماعيه المحيط بهذا الجامع تختلف عن الطبقه الاجتماعيه التى نشأ فيه ورغم انها جميعا تقع فى مربع سكنى واحد الا ان الفوارق واضحه بشكل كبير ..................... جلس وبدأ يستمع الخطيب الواقف على المنبر له هيئه مختلفه عن الاخرين رجل يرتدى بدله ومن فوقها عبائه صيفى يمسك مصحف بيده يقرا منه ايات ويبدا فى الاسترسال فى الكلام اول ماسمع الشاب من هذا الخطيب المميز انه كان ينتقد وضع القمامه على الجانب الاخر من الجامع يسهب فى الانتقاد ويزجر بقوه ثم انه لا يتكلم فى مواضيع من الزمن الجميل بل يتكلم فى مواضيع معاصره يتخلى عن الفصحى رغم انه متملك لادواتها كانت كل ملامح واساليبه كافيه بان تجذب اليه الشاب الصغير لانه كان مميز عن غيره بدأت الافكار تدور فى راسه هل هكذا ينبغى ان يكون الخطاب فى صلاة الجمعه هل الخطباء الاخرين هم المتأخرين بفارق زمنى كبير ام هذا الرجل هو المحدث والمبتدع توقفت الاسئله مع توقف الكلام وقام الرجل ليقيم الصلاه
بعد الصلاه جلس الخطيب ليس كالعاده ليكمل ما لم يتيح له الوقت ان يقوله على المنبر بل جلس يستمع للناس ويسمع تعليقاتهم على الخطبه ثم قام احد المصلين من جلسته بعد ان رفع يديه واذن له بالكلام وبدا كانه معتاد على الحديث بهذه الطريقه وبدا الخطيب كانه معتاد على حديث هذا الرجل العجوز اشار له "اتكلم يا عم حسانين " وانطلق العم حسانين
كل هذا المشهد كان مثير جدا للشاب الذى بدا زهنه يتفكر وانتقل الى المرحله الاعداديه وبدا يدرس فى معهده الازهرى الفقه والحديث وبدا يشعر بالفرق بين ما هو فى الكتب وما هو على المنابر كان هذا الخطيب المبدع كانه ماء يروى عطشه
وكان السؤال من هذا الرجل .............. وما هى مؤهلاته كى يتميز عن غيره ...........ثم من هؤلاء الذين شاركوه هذا التميز
بدأ يبحث حتى عرف اسمه د/جوده وهو طبيب متخرج من القصر العينى ومعه ماجستير فى الشريعه والحديث من جامعة الازهر
فأثاره هذا الكوكتيل بشده يبدو انه ينتمى للمجددين الذين سمع عنهم كثيرا
ثم زاد الامر تشويقا حين عرف ان الرجل يسلك مسلك الاذاعه والتلفزيون فهو ضيف متواجد فى محطة القران الكريم فى الراديو ويستضيفونه كذلك فى بعض القنوات كان هذا كله كافى بان ينشغل تفكير الشاب بهذا الرجل وينتظر من الجمعه للجمعه حتى يأتيه الى مسجده يستمع ويستمتع ويتعلم ويخترق الصفوف حتى يصل الى الصف الاول فيجلس ويكون اقرب ما يكون منه حتى ان الخطيب لاحظ وبدا انه مباركا لفعله حين اشار فى احدى جلساته بعد الخطبه وبدون داعى من معرض الحديث الى ان رغم انه اختراق الصفوف لا يجوز الا ان من اخترق الصفوف اراد ان يستمع ولم يرد الجلوس مع النائمين .............
ما هذا الخطيب المبدع يتكلم عنى "الشاب يحدث نفسه" فرح بهذ ولم يكن يعرف ان القادم سوف يكون محط حديث اكتر من الخطيب ....
...........يتبع
............ ولما بدا التفكير فى المحطه الجديده واين تكون وجهته تذكر ذاك الجامع الذى يبعد عن منزله بما يعادل محطة اتوبيس كان يذهب هو وامه لاحد اقاربهم بالقرب من هذا المسجد .............. سيده مقعده وضخمة البنيه لم تكن تستطيع الحركه ولكنها كانت تستخدم اليدين مع القدمين فى محاولات النهوض البائسه وزوجه رجل طاعن فى السن ايضا ورغم هذا الا ان بيتهم دائما مرتب ونظيف وكان ملائكه تهبط من السماء ترتب لها البيت ثم تصعد فى الصباح ........... تلك الرحله التى كان يقوم بها مع امه بين الوقت والاخر لم يكن يروح فيها عنه الا خفت دم تلك المراه السمينه فهى كانت تستطيع ان تقتنص الضحكات بسهوله شديده .......
كانت المرأه وزوجها العجوز لا يصليان تقريبا الا فى المناسبات ولذلك كانت تشغل هذا الفراغ الدينى بالتوسل للمشايخ وإقامة حلقات الذكر كل عام .... كل عام فى وقت محدد كانت تدعو رجل ضخم الجثه من منطقه تدعى قمبش ليأتى ويبارك البيت
يأتى الرجل ضخم الجثه فى ساعه متاخره من الليل يدخل الى الغرفه لوحده ثم يأتى له بصينية مملؤه بكل الوان الطعام مالم تراه العين او يخطر على قلب بشر وبعدها يدخل اليه ابريق به ماء وطبق تحملهما إحدى الحسنوات حتى يغسل الشيخ المزعوم يديه من (الزفر)
وبعده يصطف الجمع ويدخلو ليقبلو يداه وينالو البركه وقد دفع احدهم الشاب ذات مره ليدخل على الشيخ وينال البركه وحجاب
قطعة ورق مقطوعه من كراسه ب 75 قرش كتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم بخط اسو من نكش الفراخ وطويت على شكل مثلث
******************************************************
لكن السؤال لماذا هذا الجامع تحديدا دون غيره لا اعرف الاجابه
فى الجمعه التاليه ذهب الشاب الى هذا المسجد دخل اليه فى هدوء المكان متسع ومكون من طابقين الملمح العام ان الطبقه الاجتماعيه المحيط بهذا الجامع تختلف عن الطبقه الاجتماعيه التى نشأ فيه ورغم انها جميعا تقع فى مربع سكنى واحد الا ان الفوارق واضحه بشكل كبير ..................... جلس وبدأ يستمع الخطيب الواقف على المنبر له هيئه مختلفه عن الاخرين رجل يرتدى بدله ومن فوقها عبائه صيفى يمسك مصحف بيده يقرا منه ايات ويبدا فى الاسترسال فى الكلام اول ماسمع الشاب من هذا الخطيب المميز انه كان ينتقد وضع القمامه على الجانب الاخر من الجامع يسهب فى الانتقاد ويزجر بقوه ثم انه لا يتكلم فى مواضيع من الزمن الجميل بل يتكلم فى مواضيع معاصره يتخلى عن الفصحى رغم انه متملك لادواتها كانت كل ملامح واساليبه كافيه بان تجذب اليه الشاب الصغير لانه كان مميز عن غيره بدأت الافكار تدور فى راسه هل هكذا ينبغى ان يكون الخطاب فى صلاة الجمعه هل الخطباء الاخرين هم المتأخرين بفارق زمنى كبير ام هذا الرجل هو المحدث والمبتدع توقفت الاسئله مع توقف الكلام وقام الرجل ليقيم الصلاه
بعد الصلاه جلس الخطيب ليس كالعاده ليكمل ما لم يتيح له الوقت ان يقوله على المنبر بل جلس يستمع للناس ويسمع تعليقاتهم على الخطبه ثم قام احد المصلين من جلسته بعد ان رفع يديه واذن له بالكلام وبدا كانه معتاد على الحديث بهذه الطريقه وبدا الخطيب كانه معتاد على حديث هذا الرجل العجوز اشار له "اتكلم يا عم حسانين " وانطلق العم حسانين
كل هذا المشهد كان مثير جدا للشاب الذى بدا زهنه يتفكر وانتقل الى المرحله الاعداديه وبدا يدرس فى معهده الازهرى الفقه والحديث وبدا يشعر بالفرق بين ما هو فى الكتب وما هو على المنابر كان هذا الخطيب المبدع كانه ماء يروى عطشه
وكان السؤال من هذا الرجل .............. وما هى مؤهلاته كى يتميز عن غيره ...........ثم من هؤلاء الذين شاركوه هذا التميز
بدأ يبحث حتى عرف اسمه د/جوده وهو طبيب متخرج من القصر العينى ومعه ماجستير فى الشريعه والحديث من جامعة الازهر
فأثاره هذا الكوكتيل بشده يبدو انه ينتمى للمجددين الذين سمع عنهم كثيرا
ثم زاد الامر تشويقا حين عرف ان الرجل يسلك مسلك الاذاعه والتلفزيون فهو ضيف متواجد فى محطة القران الكريم فى الراديو ويستضيفونه كذلك فى بعض القنوات كان هذا كله كافى بان ينشغل تفكير الشاب بهذا الرجل وينتظر من الجمعه للجمعه حتى يأتيه الى مسجده يستمع ويستمتع ويتعلم ويخترق الصفوف حتى يصل الى الصف الاول فيجلس ويكون اقرب ما يكون منه حتى ان الخطيب لاحظ وبدا انه مباركا لفعله حين اشار فى احدى جلساته بعد الخطبه وبدون داعى من معرض الحديث الى ان رغم انه اختراق الصفوف لا يجوز الا ان من اخترق الصفوف اراد ان يستمع ولم يرد الجلوس مع النائمين .............
ما هذا الخطيب المبدع يتكلم عنى "الشاب يحدث نفسه" فرح بهذ ولم يكن يعرف ان القادم سوف يكون محط حديث اكتر من الخطيب ....
...........يتبع
تعليقات
إرسال تعليق