رسائل لم تصل
الرسالة الثانيه
ملحوظه : هذه الرسائل كتبت بناء على نصيحة من طبيب نفسى
الى تلك الجميلة روحا و خلق و خلقه .. الى من
كنت اقول لها دوما "انتى مالكيش قطع غيار "
الى الغريبه المميزه القويه الطيبه لحد الجزم
انك لا تنتمين الى هذا العالم اكتب اليكى هذه الرساله
كنت خارج هذا العالم .. مصدوم .. وحيد ..
كنت قد فقدت نفسى فى تلك الأثناء كان الزمان
قد بدئ يدير ظهره لى و يظهر لى قبحه و بت أدرك أن الحياة الورديه هى حياه خياليه يمكن
أن تدركها فقط بين سطور روايه أو فيلم سينمائى
أو فى الاساطير التى تقص قبل النوم
لا أعرف هل الزمن أستدار مبكرا هل تعجل فى ذلك
أم ربما يكون قصتى هى القصيره فينبغى أن أرى كل الالوان من الحياة مكثفة فى فترة زمنيه
ضيقه
كنت منهك تعب، محارب خارج من معركه منى فيها
بهزيمه لم يعرفها من قبل ، سئمت نظرات الإشفاق التى كانت تحيطنى
كنت اهرب من عالمى الذى كان كل ما فيه مخيب للآمال
تسارعت الخطوات التى كنت أخطوه كنت لا أريد الوقوف
للحظه واحده حتى لا أقع فى دوامة التفكير لأنى التفكير قاتل ،وسواس ينخر بين المخ و
القلب تاركا خلفه خواء أجوف يعيش من خارجه ميتا من داخله لا يحسن سوى الجلوس على كرسي
المشاهد فى هذه الحياه
حتى ظهرتى أنتى ….. أنتى كما هو أنتى دوما
ملاك رحمه و رسول هدى ، تلمسين بكلماتك صمام
الفؤاد تضمي و تربدى بعينيكى . تهدهدينى الباكى كأم تهدهد رضيعها فى حجرها
داعينى اوصفك فى أول ايامنا
قصيره نشيطه ،دائمة الحركه ، منطلقه فى كل الإتجاهات
تسعدين من حولك بمجرد أن يراكى ، يهواكى ، يقع فى غرامك ، و يخافك و يرهبك و يجلك و
يحترمك و يقدرك كأنك من خارج حدود الدنيا
صوت هادئ احتاج لكثير من التركيز كى افسر كلماته
و همس محفوف بروح ملائكيه ، عينان واسعتان كبحر من الحليب فى منتصفه حجرا كريم من الالماس
الاسود كأنه جزيرة يلجأ إليها المبحر فى عينيكي لكى يحتمى بهما من شدة الأمواج المتلاطمة
يزين عينيكى دوما حدود سوداء تفصلها عن من حولها
كنت أنظر اليكى فأرى فيكى جمال المرأة الفرعونيه
التى رسمت فى المعابد و نحتت فى تماثيل تقف شامخه ممسكه بيد ملك أو امير من تلك الأسر
التى حكمت بلادنا طيبه … انتى طيبه
فى عينيكى فى ابتسامتك الصافيه فى لون بشرتك
، اللون الذى ينتمى لحضارة هذه البلد "طيبه" يسمونى قمحى … و اسميه خمرى
لانه يخمر العقل و الذهن و يسلب الفؤاد ، تذوقه
مره فلا تسلاه و تشتهيه دون أن تصد عنه أو تنزف ، تشتهى حلاوته
كنتى كفنجان قهوة فى الصباح …. و كنت مقاتل لا
يوجد فى جسده موضع الا و طعن فيه برميه
و كعادتى … اااااه ، غدوة كالطفل امامك أنظر اليكى فى إجلال و إكبر ، أطيل فيكى النظر
أملا أن اشبع لكنى لم أشبع قط
كلما تجرعت إزدادت توقا و شوقا
أما انتى فمخزون من الامومه المفرطه و الحنيه
التى مثيل لها هى التى حملتك لتقرتبى منى … خصوصا لما رأيتى بعينكى جروحى و أبصرت مدى
الامى و و أحزانى . فأنطلقتى بلا تردد و لا تفكير تضمدين الجروح و تشفين العلل و تذهبى
سقم النفس لا تنتظرين جزاء و لا شكور ، حتى
و جدتنى يوما ارتمى اليكى فلمحتينى بعينيكى ففتحى شراعك و استقبلتى ذاك الجريح فى مشفاكى
لازلت اذكر تلك الليله التى لم اسطع أن املك
فيها لسانى فبحت بما كان معروف نطقته بمنتهى السهولة فلم أكن افشى سرا بل قلت ما هو
كان جليا ومن قبلها فأنا متلعثم لا يخرج منى
كلمات إليكى إلا بشق الانفس لا أنظر إليكى لا أضع عيناى فى عيناكى مباشرة إلا خلسه أهرب من مباشرتك و الوقوف امامك , كنتى دوما أقوى منى اكثر جرأه و أنا غارق فى بحر
من التوتر و القلق لمجرد رؤيتك ، و فى صباح تلك الليلة لما سمعت صوتك السعيد المنتشى
الفرح المضطرب … كنت سعيدا بأنى كنت أنا سبب تلك النشوه و السعاده اللتان غمرتكى فى
ذاك الصباح……..
لكنى لو جلست اسرد كل ما دار ما وسعنى رساله
و لا الف رساله فدعينى انتقل للمشهد الاخير
… كنت مجبرا أن أختار بين ان أكون أنانى و أحبسك بجوارى الى المجهول ، او اطلق سراح
عصفورتى تطير و تسبح فى جو السماء و اسعد انا برؤيتها من بعيد مبتهجه … و انا لم اكن
يوما أنانى ففتحت باب العش و طلبت منك الطيران و انا قلبى يدمى. دما و دموعا ، و اكثر
ما ابكانى و لا يزال هو تشبثك بقضبان القفص لا تريدين الخروج تطلبين البقاء والتمسك
تطلبين المحاوله …. انت بطيبتك و انا بعصبيتى و بين شد و جذب تقطعت الأواصل التى كانت
بيننا
و دعينى ابوح فى رسالتى هذه بسر لم ابوح لك به
من ذى قبل
لقد اشفقت عليكى يا عصفورتى و على كرامتك أن
أظل لبقية عمرك خالد فى ذاكرتك أنى أنا الذى اخرجك من قفصك عنوة ولم ارضى لكى هذا
… فروحت اتودد اليكى و أرنو حولك متوسلا فى
طلبى لكى بالعودة لعشك و أنا أعلم يقيننا أنك سترفضين و لن تقبلين أبدا لكنى أردت أن
أعطيكى هذه الأفضليه
تعالى و اقتصى منى ، تعالى اغرسى سهم انتقامك فى كبدى
تعالى خلصينى من عذاب نفسى التى لن أغفر لها
أنها تسببت يوما فى أذاكى و تعبك حتى لو غفرتى انت.
و جئتى و دخلتى ثم اوجعتينى ثم خرجتى ، ألمتينى
بقولك أنك لم تكونى تستحقى منى كل هذا ، و لم تكونى حقا تستحقين هذا
و الان ترانى نجحت خططتى … كلا ، نعم انتى جئتى
و اخذتى السهم الذى ناولتك إياه من جرابى و صوبتى نوحى بقوسى و اصابنى السهم …. لكنى
لم اتخلص من عذابى و اوزارى و اثقالى
و مضيتى و مضيت … باقيه لكى فى فؤادى ذكرى طيبه
بأنك ستظلين حقا ليس لك شبيه و لا ند و لا مثيل
ستظلين دوما
"مالكيش قطع غيار"
وهذا ملخص رساله لم تصل .
وهذا ملخص رساله لم تصل .
تعليقات
إرسال تعليق