رسائل لم تصل
الرسالة الأولى
ملحوظه : هذه الرسائل كتبت بناء على نصيحة من طبيب نفسى
الى العزيزه الغاليه التي غمرتنى فى بحر من حنانها
و حبها و حسن خلقها و جميل كلامها و حلو معشرها
لم ازل اذكر ثلاثة أسابيع كاملة كنت قد قضيتها
اسمع عنك دون أن اراكى كنت حاضرة غائبه يتحدثون عنك بكلام ليس بجيد لا أدرى اهم يكرهونك
ام لم يفهمونك مثلما فهمتك
لقد قسو عليكى فى وصفك وانت غائبه لم يسمعونى
عنك غير انك منبت كل شر وأصل كل مفسدة و بداية القضاء الذي لا يرد
كل منهم كان يراكى من زاويته غير أنهم قد اتفقو
جميعا على كرهك و انك عين الأذى و المصائب
لكن هى عادتى القديمة و طبعى الحميد أن لا أكون
صورة عن اى شخص مهما سمعت عنه ممن حولى حتى اعامله بنفسى فانظر بعينى انا ان كان ما
بلغني صدق أم هو الطباع والنفوس البشرية
و انا فى الغالب لا اثق فى الناس و لا أدين لهم
برأي يخالف رأي حتى يثبت لى عكسه ولا اجاريهم فى حب او بغض شخص حتى اعرفه انا فأما
أحببته أو اجتنبته أو زاد الأمر حتى بغضته
لكن غريب هو أمر البشر لماذا حينما يجتمعون يجتمعون
على الكرة و ليس المحبه ،على القتال وليس على السلام، على الإنكار و التكذيب و ليس
على التصديق
كل هذا خلق بداخلي شغف لديك حب استطلاع يقودنى
لكى اراكى قبل ان اراكى يجذبني بشدة لأتعرف على إله الشر على الأرض هذا كيف هو و كيف
شكله و هيئته و كيف استطاع أن يكون سبب فى وحدة الصف ضده
لكن ظروف قد حالت بيني وبين رؤيتك لأجل مسمى
و عندما جاء موعود محتوم رأيتك لكنى لم ارى ذاك الشيطان الذي طالما سمعت عنه وحذرت
من وسواسه لم أرى أى ملمح من ملامح الصورة التى خلقوها بداخلى عنكى ،و عندها ازداد
شغفي و تطلعى لكى اقترب فأما أن يكون لكى زنب مسموم فتغرسيه في كبدي أو سهم قبول ينفذ
الى قلبى
دعيني اوصفك فى ايامنا الاولى
كنت حادة الطبع ،سيئة المزاج ،شديدة و تستخدمين
من الكلام اخشنه ،تثورين و تأججين نار اشتعلت من بركان بداخلك فيرمى لاظها على من حوله
، قوية الى حد الحديد ،مسيطره و صاحبة عينان لها نظرات تنفذ الى الداخل فتمحص الكاذب
من الصادق و الصديق من العدو و المستقيم من المعوج
لكنى لم اكترث فأنا عرفت من البشر الكثير كانو
يحتمون خلف هذه الاقنعه حتى لا يظهرون حقيقة لينتهم و رقتهم و طيبة قلوبهم و سذاجة
عقولهم
غير أن كل هذا لا يفيد فأنا الى الآن لست مكترث
ولا عابئ بمن تكونين
حتى وقعتى يوما تحت نظرى و انت تختبئين خلف جدار
كطفل صغير و غالب صوت انينك صوت ايات قرآنية كنتى تتلينها أملا فى أن تمدك بالقوة و
الصمود، لقد كنتى تبكين و لا تسيطرين على شي من نفسك دموعك رأيتها و لم أرها كنتى تبكين
و كدت انفجر من فعل هذا باله الشر من الذى حمل من هى تنافس الحديد فى قوته أن تبكى
و تنهار ،غليان تصاعد و انت لا تدرين و كبحت جماح نفسى عنوة التى رغبت أن تقفذ من داخلى
لتربد على كتفيكى و تمسح دموع جرت منكى ، اشفقت عليكى لم اكون اريد ان يأتى أحد غيرى
فيرأي دموعك و انكسارك فيشمتون
من هنا كانت البداية أردت أن اكتشف من انتى لانى
الان اشك فى كل ما سمعته عنكى و حشدت كل قوتى لكى أكتشف من أنتى؟
و اااه منى و الف ااااه حينما تفعل فى نفسى هذا
الحشد كل مره
الأمر أشبه بقطار وضع حجرا على موقد البنزين
فيه و كسر فرامله كلها حتى أصبح يسير بأقصى سرعة و لا سبيل للنجاة إلا أن يرمى المرء
بنفسه خارجه يعنى محاصر بالموت من كل مكان
فقدت المنطق و سبحة عكس الأمواج و طرت بغير جناح
و ألقيت بنفسى الى داخل ذلك البركان المستعر لا أعباء بنيرانه حتى اكتشف من انتى
و كنتى كما توقعت نار كذوب و بركان حنان باطنه
فيه الرحمه و ظاهره لكل معوج عذاب .بركان حنان و مشاعر عذراء لم تمس من قبل و نفس ذكيه
لا مكان فيها لحقد أو غل قلب لا يكره و لا يبات كاره لأحد راضية بكل شئ حتى و لو كان
فيه انتقاص لحقك
جامحه كطفلة صغيره لا تكترث سوى للعب و المرح
و الحياه
رأيت نورا لم يراه أحد من قبلى قفذت الى داخلك
بل تسللت كلص و انا لص لكنى لص شريف لا اسرق مالا و لكنى اسرق نظره أو ابتسامه او قليل
من الحب و بعض زاد من الحنان
تفجرت انهار حنانك من أثر سعى بين صفاكى و مرواكى فصفائك حنان لا مثيل له و مرواكى ام تحيط ويلدها
بكل جوارحها تاكد تلتهمه من فرط شغفها و ولهها به تعتصره بين ذراعيها لعله يلتحم بجسدها
من جديد وتنظر إليه اشفاق لما يغدو يلعب بعيدا عن أحضانها فتكاد تنفطر الى شقين حتى
يعود إليها فتغدق عليه من حبها …..
و مرت بنا الايام ….. و فضحتنى نظراتى اليكى و ما كتمته و لم ابوح
به انفلت منى عن غير حتى كأنه يصارعنى فيقتلنى
حتى يتفلت فيخرج و يصدح لكى عن نفسه ….لكنه مسكين نسى أن لكى نظرات تستجلب ما فى داخل
الشخص دون أن ينطق به تفحصه فتعرفه و لا يستطيع أن ينجو منها بأى حيلة كانت
و ازداد عذابى لما عرفت انك تعرفيننى و انك اشفقت
عليا مرات و مرات …..مره اشفقتى لما عرفتى
ما فعلته بنفسى من شقاء و عذاب. و مره اشفقتى لما رأيتينى حائر تائه لا يعرف طريقه
فيمضى قدما و لا يميز الدرب من خلفه فيعود إلى مكانه
و مره لما كنت افزع اليك و اصب جام غضبى عليكى
و اصرخ فيكى لما شككت أنه افتضح أمرى ويلوك الناس فى شأنى و ما كنت القى منك الا حنان
ام مشفقة على صغيرها الذي يغضب منها و من شدة غضبه منها يرتمى فحضنها فيذوب فيها و
تذوب فيه فلا حاجز بينهم و فاصل يحول بينهم سوى بشرة الجلد تحجب أن ينصهرا فى جسد واحد
احببتك انتى كما انتى و ليس كما فى أذهان الناس
الذين لا يعرفون قربا بين رجل وامرأة غير قربة على سرير
احببتك كأم ،كأخت ،كصديقه ،كرفيقة سلاح ، و كحبيبة
لكن لم تأتى فى خيالى يوما كعشيقه أو انى رغبت منك ما يرغب الرجال من النساء
ام هذه فهى رساله لم تصل و ربما لن تصل على التأبيد
كتبتها حتى اشهد على نفسى انى لم أفرط لها فى عز جموحها و لم أفلت لجامها تعاركت انا
و نفسى فصارعتها و صارعتنى لكن فى النهاية غلبتها و انتصرت عليها
و هذا ملخص رساله لم تصل .
تعليقات
إرسال تعليق