أزمة الخروج

بعد ما جئ بالرجل محمولا على الاعناق   بطلا قوميا  صنع التاريخ  قائدا تم ترصيع بدلته بالنياشين لم يحصل عليها قادة الحروب الذين رأو الموت بأم اعينيهم
وبعدما وجد نفسه امام فوهة المدفع  وانه لم يستتب له امر البلاد والعباد وان قيادة سفينه تختلف كثيرا عن قيادة مركب شراعى
الان وبعدما اصبح يخرج من فشل ليقع فى فشل  وبعدما وصل به بطانة السوء الى نفس المنتهى الذى وصلو به لمن سبقه   لقد طمسو على عينيه وصمو اذنيه وكبلو يداه فصار لا يرى الا الاخبار التى يقدمونها له فى الصباح مع فنجان القهوه ممزوج ببعض التقارير الامنيه المعتاده  من نوعية
تم إكتشاف عن  7542 خليه إرهابيه فى منطقة  هم  رع  وكانو يتأمرون على عرشك  وتم اعتقالهم جميعا
تم الكشف  عن 100000 مخطط لتكدير السلم العام  و التحريض ضد شخصكم تم القضاء عليهم جميعا
تم الكشف عن 2546 محاوله لقلب نظام الحكم  ولكن  اطمن يا فندم خلصنا عليهم

كل هذا الكم من التقارير فى كل صباح  كفيلا ان يحول ملكا بجناحين الى ابليس ملعون ومرجوم  وكعادة ريما القديمه انها تصم الاذن عن كل شئ الا اهل الثقه الذين لا نعرف من نصبهم اهل ثقه  ثم يستوى على عرشه ويتفكر فى كيفية التصدى لهولاء المارقين
والعجيب ان المارقين هم هم نفس الاشخاص على مدى العصور لايزيدون ولا ينقصون الا اذا قضى احدهم نحبه
 وليس من حقك ولا من حقى ان تعجب من تكرار الازمات وتطابقها فى كل الازمنه لا جديد  هى نفس الازمات الاقتصاديه  الامنيه  السياحيه التجاريه  كلها نسخ كربونيه لا جديد فيها  ومع تراكم الازمات  وكثرتها تبقى الازمه الاكبر و هى الازمه المفصليه فى تاريخ الامه  ازمة الخروج  كيف لنا ان نخرج فى هدوء  من مناصبنا  وكراسينا وسلطاتنا
ان هذه الازمه منحدره فى تاريخ هذه الامه منذ عقود طوال  فالملك فاروق بعدما علم الجميع انه العوبة الانجليز وتطاول عليه الجميع حتى خاضو فى عرضه لم يكن هناك باب للخروج فظل فى مكانه حتى اجبر على الخروج وبدأت معها ازمة جديده
والزعيم التاريخى جمال عبد الناصر على رغم كل منجزاته لهذا البلد وجل ما صنع ولا يوصف فترة حكمه بافضل مما قال الشاعر احمد فؤاد نجم  "عمل حاجات كتير فلحت وحاجات كتير خابت " لكن الزمه انه رغم اخفاقات الرجل واهتزاز صورته وانهزامه واجتماع العالم كله رغبة فى كسره الا انه لم يجد باب للخروج ولم يجد من يعينه  حتى انتهى المطاف بأزمه عسكريه وسياسيه عانت منها البلاد سنين  ثم السادات البطل المنتصر لاقى مصير من سبقوه حتى قتل غدرا و لم يجد من يعينوه بل وجد من اضلوه وسعو فى تضليله ثم مبارك الذى كان من الممكن ان يخرج وهو بطل قوميا اكثر من اى رئيس اخر لكن لان من حوله لم يعينوه وضلوه واضلوه وعاونو فى تضليله كانت النهايه الماسويه التى بدأت معها ازمة جديده عاشت فيها البلاد 4 سنوات كامله
ثم جاء مرسى بتجربة اول رئيس مدنى منتخب لكن الطمع والعمى والضلال والكبر كانو جميعا اسباب كافيه لانغلاق كل ابواب الخروج  بل وغلقها بالاسمنت حتى صار الامر اذان فى ملطا او نطاح خراف فى الجدران لا طائل منه
وارغم على الخروج  وابتدة ازمه جديده

ان الغرب ودوله نجحت ان تجعل ابواب للخروج مفتوحه دائما ولا تغلق ابدا من اجل ان تسمح للمسؤل ان يترك مكانه عزيزا غير ذليل مخير غير منقاد ومجبر
وكان ولازال اسى هذا البلد اننا دوما نغلق كل ابواب الخروج ونزيد من ضلال المسؤل ونسعى فى إراقه فى الضلالات حتى اذا صار فى جرف التيار لوحنا له من بعيد صاحبتك السلامه  ثم لايجد مفر هو الاخر الا ان يقول " على وعلى اعدائى " و " كرسى فى الكلوب" ويتكرر المشهد والازمات والمأسى  وتبقى الازمه الحقيقيه هى  أزمة الخروج

تعليقات

المشاركات الشائعة