طفل المعجزه

الواقع السياسى فى مصر هذه الايام عجيب واعجب مافيه (ان محدش فاهم حاجه )نعم حتى من يقال عليهم الساسة والمفكرين وصفوة المجتمع حتى هؤلاء قد فشلو فى فهم حقيقة الوضع وبالتالى فاقد الشئ لا يعطيه فاذا كان هذا هو حالهم فكيف بنا وهم المفروض المسؤلون عن توجيه الرئ العام والتنوير ولكن ضبابية الصوره جعلت من كل هذا هباء منثور فلا الصفوة يعرفون والعوام قادرون على الفهم الموضوع اشبه باختراع الذرة ولكن عليك ان تكتشف ان الذرة ليست اختراع انما اكتشاف والدوامه هذه هى احدى الموروثات من ايام قد مضت وانسلت ولكن اثارها بالطبع باقيا فنحن واباؤنا واجدادنا وقل اجداد اجداد اجدادنا لايعرفون السياسه ولم يمارسوها ولاحتى يدينون باهميتها والعمل السياسى كان حتى (الصفوة ) مجرد نوع الترف والرفاهيه يعنى اذاوجد وقت فراغ كبير كان يملؤه بالعمل السياسى (كده وكده ) ثم الان وفجاه اصبح مطلوب من كل مصرى من كل مصريه ومطلوب من كل وطنى من كل وطنيه ان يكونو فقهاء سياسيين وحكماء ونبغاء فى العمل العام كيف ومتى لا يهم المهم ان هذا يحدث والمطلع على الامر يجد لن تحقيق هذا لا يمكن ان يحدث الا باحدى الطريقتين اولا ان نذهب سويا الى الهند حيث ينتشر العرافين والسحره ونطلب منهم ان يعطونا بودرة العفريت وخلاصة المفهوميه والمعرفه ثم ناتى بعدها اكبر سياسيين العالم وان كان هذا الحل غير مستساغ فهناك حل اخر هو ان نتجه نحو الصين حيث يصنعون كل شىء وينتجون كل شئ ونطلب منهم خط انتاج السياسيين والقادة والمفكرين ان يكون حصرى للشعب المصرى لمدة خمس سنوات


ان صدمتنا فى مثقفينا ومفكرينا اكبر بكثير من صدمتنا فى الاسرة الحاكمه والعصبه التى كانت من حولهم على الاقل هم نجحو فى تحقيق مسعاهم ومرادهم ولكن نحن فجأنا بفضيح اكبر من فضيحة صفر المونديال (اللى بخمسين مليون دولار ) الفضيح تجدها فى كلام ركيك وتفكير عقيم واسلوب فظ وفج وافكار قبيحه لا يتكلمون الا بالسخافات وهم يوحون اليك انهم من المطلعين على الغيب فيقولون لو لم يحدث كذا فسيصير كذا وتكاد تصدقهم الى ان تتذكر قوله تعالى "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو "تشعر انه سباق المليون ميل الكل يلهث بما يعرف وبما لا يعرف فمثلا دكتور من خريج الاقتصاد والعلوم السياسيه ويدرس فى احدى جامعات الخارج وكان كل لقاء تلفزيونى له يطلب ان يكون قصير لانه على سفر ومشغول ولكنه حينما سمع نداء الوطن اصبح الان (لاشغل ولامشغله) ليل ونهار قاعد لنا اما فى التلفزيون واما فى الراديو واخرين كانو مثلنا وكن فى كفه واحده تراهم الان يمتطون جياد الفارس المغوار دون ادنى سبب لذلك فهم نسو انهم مازالو معنا حتى الان فى نفس الكفه واخر اراد ان يخفى جهله السياسى مثلنا تحت حجة ان الانتخابات بدعه وحرام والولاية بالمبايعه والشورى من اختصاص اهل الحل والعقل (مع انه لا ينطقها بشكل صحيح )ولكن هذا هو المشهد الان يريدون لطفلا فى المهد ان ينطق شعرا يريدون لطفل لم يعرف الفطام بعد ان يكون طفل المعجزه .

تعليقات

المشاركات الشائعة